انا فلسطيني لماذا احب الجزائر ولماذا اكره مصر

قد يجد المتابع لردودي ومواضيعي حبا كبيرا للجزائر وكرها لمصر ان كان عندكم وقتا ساحدثكم لماذا الحب ولماذا الكره ...
لن استطيع ان انسى او اتناسى تلك الايام السوداء التي رسمتها مصر في ذاكرتي عندما كنت صغيرا في الانتفاضة الاولى فكان لي اخا كبيرا اسمه سامي ويلقبه المقاومين باسد الليل ومن خلال عمله في الثورة الفلسطينية قتل العديد من الاسرائليين فاصبح مطلوبا لهم وكان الاسرائيليين يوميا يداهموا بيتنا واحيانا ياخذوا امي حتى يضغطوا عليه ليسلم نفسه وكم كنت اخاف من ذلك الجندي الاسرائيلي على اخي وفي يوم دق بابنا رجل لا انسى معالمه وقال بان سامي قد غادر غزة متجها الى الجزائر حيث هناك تجمع الثورة نفسها وخوفا عليه من الاسرائيليين وسيسلك طريقه للجزائر تهريبا من خلال مصر وكم فرحت امي بانها ستودع امانتها لدى الجزائر فهي متاكدة بانهم سيحافظوا على ابنها البكر ولكن في ليلة مظلمة يكاد لا يبان فيها القمر اتصلت بنا ممثلية منظمة التحرير في القاهرة وقالوا ان سامي باحد السجون المصرية وصدقوني قلت مصر اخوتنا والحمد لله ان سامي عندهم ولكن امي كانت خائفة لم استطع تمييز هذا الخوف ولكن بعد ثلاث شهور عرفت خوفها وستبقى ذاكرتي حية بهذا الموقف والذي اراه الان وانا اكتب هذه الكلمات رايت اخي يحمل على الاكتاف ملفوفا بعلم فلسطين وقد قتل في سجون مصر لا لسبب بل لانه حارب اسرائيل وكم بكيت على اخي وكم اثرت كلمات امي بالعامية الفلسطينية وهي تقول " مع السلامة يا اما " " ربنا يسهل طريقك ويرحمك " " حسبي الله ونعمة الوكيل عليكي يا مصر " وما هي الا ايام واذا باخي محمد واخي رائد يصبحوا مطلوبين لاسرائيل ونفس قصة حبيبي سامي رحمه الله قرروا الخروج للجزائر بدون علم امي الذي وصتهم بان يموتوا هنا بين ايديها وليس بين ايدي الظلمة القتلة وحدتث نفس الماساة سجنوا في مصر وبقوا اربعة اشهر مرت كل ثانية علينا كانها العمر كنا نبكي وكنا ننتظر قدومهم ملفوفين باعلام بلادي ولكن هذا المرة تدخلت الخارجية الجزائرية وعقدت صفقة مع مصر على ان تسلمها المعتقلين الفلسطينيين السبعة وعشرون المطلوبين لاسرائيل مقابل تسهيل خدمات الجالية المصرية في الجزائر وحينها اطمئنت قلوبنا وتحديدا قلب امي الذي اعتبرت ان الامانة عند من سيصونها لا خوف عليها وفي هذه الانتفاضة الثانية ها انا كبيرا وحاربت اسرائيل يا مصر واصبحت مطلوبا لهم ولكن رجائي من الله عز وجل ودعائكم معي جميعا ان اقتل برصاص اليهود وليس اولئك المصريين ...
هل عرفتم لماذا احب الجزائر واكره مصر ..
هل هناك اسباب اكبر من ذلك لتجعلني اعشق الجزائر واكره مصر وللعلم انا زرت الجزائر وهناك بكيت اخي سامي لان امي كانت تقول بان اخوك الان في امان وبكرة بتروح تشوفوا في الجزائر ولكنني عندما وصلت الجزائر لم اجد اخي فهل تستطيعوا يا مصريين ان تعيدوا دموعي ودموع عائلتي ويجب ان تعلموا اننا نحن الرجال عندما نبكي بكائنا ثمنه باهض واعتبر حربي مع اسرائيل هي ضدكم لانكم لا تختلفون عنهم فانتم الصديق الوفي حارس الحدود للدولة الصديقة اسرائيل ...
واللهي عندما فاز اليوم محاربي الصحراء اعتبرتهم خلصوا ليه جزء من حقي ولن اقول عنهم لاعبي بل محاربي ...
اعذروني لانني طلت في الحديث ولكن انا تحدتث عن اعز انسان فقدته في معركة الوطن وهو اخي سامي رحمة الله عليه واسالكم الفاتحة لروحه ...